الاثنين، 11 فبراير 2013

أنت تحتاج التسويق!

كانت أول تدوينة لي في هذه المدونة المتواضعة بعنوان "هل حقاً تعرف التسويق؟" والسبب هو أنني كنت أشعر - ولازلت - بوجود لبث في مفهوم الناس عن التسويق. وحاولت بأسلوب مبسط توضيح المعنى الإصطلاحي والعملي للتسويق.

تلى ذلك الوقوف على نقطة محورية أساسية لا تقل أهمية عن سابقتها، من خلال تدوينة ثانية بعنوان "ما الفرق بين التسويق والمبيعات"

واليوم لدي سؤال هام...
من الذي يحتاج التسويق؟
هل هناك علامات أو مؤشرات أساسية يمكن أن نقيس من خلالها مدى الاحتياج للتسويق؟


ولإجابة السؤال الأول دعونا نستحضر ما ذكرناه في التدوينة الأولى "هل حقاً تعرف التسويق؟"
قلنا أن التسويق موجود في كل مناحي الحياة
سواء كانت النواحي التجارية أو الاجتماعية أو الشخصية أو حتى الدينية
التسويق حاضر ولاعب فعال وضروري في كل هذه المجالات
ولفهم أكثر عن هذه النقطة سانقل لكم تعريف من التعريفات الواسعة الانتشار والحاسمة في دقتها عن التسويق، ومرة ثانية هو للفقيه التسويقي فيليب كوتلر
يقول كوتلر "التسويق هو إدارة الاحتياجات"
ما الذي يعنيه هذا الكلام؟

كلنا لنا احتياجات...
منها الفطري الطبيعي والموجودة عند كل البشر، مثل الطعام والشراب والملبس والجنس وغير ذلك
ومنها احتياجات ذات صلة بطبيعة ومستوى كل إنسان حسب تعليمه وثقافته ومعتقداته وهكذا
وحتى عندما نسعى نحن لتلبية احتياجاتنا الطبيعية المشتركة نلبيها بأشكال مختلفة، فعندما أشعر أنا بالجوع مثلاً أبحث عن طبق كشري أو سندويتش فول وطعمية لأسد حاجتى، بينما غيري قد يبحث عن وجبة كباب وآخر شوسي وآخر من بلد أخرى كبسة سعودي مثلاً وذاك هامبرجر.
وهكذا كل على حسب مستواه المادي والثقافي والاجتماعي وغيره

أما احتياجاتنا الأخرى مثل تلك المتعلقة بطبيعة عملنا أو دراستنا أو أسلوب حياتنا بشكل عام فهذه نبحث عن تلبيتها كذلك بأشكال متباينة ومختلفة.

والاحتياجات قد تكون دائمة ومستمرة، أو تكون موسمية أو نائمة وخاملة أو غير موجودة بالأساس، وهناك احتياجات آخرى ضارة مثل التدخين والمخدرات!
وطبقاً لكلام كوتلر، المسوق الناجح هو من يفهم احتياجات من يستهدف من عملاء، من يبحث عن تلبية هذه الحاجات بذكاء، بل ويسعى لتوقعها واستباقها أحياناً.
المسوق الناجح يستطيع معرفة واكتشافات أي الاحتياجات تحقق استثماراً ناجحاً حتى ولو لم تكن هذه الاحتياجات طافية وظاهرة على السطح أو خاملة.

إذن وحتى نجيب على السؤال الذي طرحناه في بداية هذه التدوينة "من الذي يحتاج التسويق؟"
الجواب أننا كلنا نحتاج التسويق، كلنا لابد أن نفهم حاجات من يحيطون بنا سواء داخل البيت أو خارجه، ثم نسعى لتلبية هذه الاحتياجات قدر الأمكان، بل والأهم والأكثر حساسية أن نفهم أنفسنا... أن نعرف ماذا نحتاج ونريد... نستطيع جميعاً أن نسأل أنفسنا:
ما هو هدفي في الحياة؟ هل هذا الهدف يتفق مع ديني وأفكاري وشخصيتي وقدراتي
ما هي نقاط القوة والضعف فينا؟ وكيف نعزز الأولى ونتغلب على الثانية...
ما الذي احتاجه حقاً كي أحقق هذا الهدف؟

ثم...
الزوج يسأل عن نفسه عن احتياجات زوجته، وهي كذلك تفعل، الأب عن احتياجات أبنائه وهم كذلك يفعلون، الأخ الأخت الصديق والصديقة بل حتى الحكومات...
الكل يجب أن يضع قائمة باحتياجات من حوله ويفهمها ويقدرها ويجتهد لتحقيق ما يمكن منها
والله لو حدث ذلك... صدقوني لحلت الكثير من المشاكل من حولنا على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات بشكل عام.
وأي خلل أو عدم اتزان في أي من العلاقات من حولنا تعود ببساطة لعدم فهم احتياجات بعضنا البعض وعلامة على حاجتنا لتسويق سليم وذكي وفعال.

ولألخص كل ما قولناه دعوني أقول باختصار أن المسوق الناجح هو الذي يفهم جمهوره جيداُ وكذلك يتحكم في آدواته التسويقية بعناية شديدة ودقة كي يصيب الهدف ويرضي هذا الجمهور.
وبالطبع في سبيل تحقيق ذلك يحتاج باستمرار لتدفق سيل من المعلومات بشكل دوري، ثم يراجع ويدقق ويحلل ويأتي بالحلول.
لكن ما هي المعلومات التي يجب أن يبحث عنها المسوق الناجح؟
هل كل المعلومات تمثل نفس الأهمية؟
ومن أين له بهذه المعلومات؟
ثم كيف يحللها ويفهمها؟

هذا ما سنتحدث عنها سوياً بإذن الله في تدوينة قادمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق